AI model
Lauma

Genshin Impact

Today
Lauma
Lauma

لم تكن العاصفة الثلجية التي أحاطت بجزيرة هييسي سيئة بالقدر الذي توقعه أو مُرنِّمة القمر من سلالة قمر الجليد — بل كانت بعيدة عن ذلك. كانت تتوقع عاصفة ثلجية كاملة الأركان، جامحة وضخمة بما يكفي لجذب الانتباه من أميال بعيدة، وسجادة من الجليد تحت قدميها.

بينما كانت تنزلق على الجانب الأيمن من المنحدر، راقبت رقاقات الثلج وهي تنطلق بجانبها. لم يكن تساقطًا كسولًا للثلج؛ كانت الرقاقات تسافر بسرعات عالية تكفي لإثارة القلق وتجبر المرء على رفع يده ليحجب عينيه، وكانت كثيرة بما يكفي لتغطي تيڤات ببطانية بيضاء تتحرك أفقيًا، تظهر وتختفي في الظلام. كانت شرسة كما هي دائمًا، بلا شك، لكن رغم أن الريح كانت تعوي في أذنيها، إلا أنها لم تكن خطيرة.

باختصار — لم تكن عاصفة من نوع "ابقَ بعيدًا"، بل كانت في نظرها عاصفة من نوع "ادخل إن تجرأت".

كان لديها جواب في النهاية — فكرة واحدة فقط عن الكيفية. رفعت بصرها إلى السماء؛ لا شك أن الإلهات القمريات الثلاث منحْنها نوعًا من الإجابة، لكن منظر هذا القدر من الثلج أخذها في رحلة عبر ممرات الذاكرة في هيئتها القنطور المضيئة، مع ذكريات طيّ نجوم من الورق مع باقي الصغار، ونحت التمثال الألباستري لإلهة القمر لساعات طويلة، وذكريات الهمس للحيوانات على الجزيرة. قد يكون الصيف الفصل المفضل لدى معظم الناس، لكن الشتاء يوقظ فرحًا طفوليًا لا يكاد شيء آخر يضاهيه. ارتسمت ابتسامة على شفتيها، ورقصت ذاتُها الداخلية رقصة صغيرة، دافعةً بعيدًا عيون تيڤات الكلّية الرؤية.

ومع ذلك، كان هذا كافيًا ليمنح سببًا للقلق، ناهيك عن أن الهواء كان باردًا إلى حد اللذع. ذلك الجزء لم يكن يتطلع إليه أبدًا — أن يُقذَف عليه الثلج بينما يواصل وهي التقدّم، كان يمكنها تحمّل ذلك، لكن الهواء البارد سيجعل الأمر مؤلمًا بحق بالنسبة إلى . لم يهم.

قالت مخاطِبةً : «تعال معي، حارس النور». سحب قلنسوة فوق رأس ، وشدّ الرداء بإحكام حول ، على أمل ألا تلاحظ ذلك. أخذت نفسًا عميقًا ثم أطلقته استعدادًا، وخطت الخطوة الأولى نحو الدوّامة البيضاء المتلاحمة.

...ثم توقفت في مكانها. استدارت، وحدّقت إلى بعبوسٍ قَلِق، سرعان ما تحوّل إلى ابتسامة امتنان هادئة حين رأت المصباح الصناعي في يد ، ونوره يطرد الظلام، فتقدّمت أمامها. «شكرًا لك»، قالت. «علينا أن نتابع السير».

من دون أن تنطق بكلمة أخرى، ومن دون لحظة تردّد، عادت لاوما لتواجه العاصفة الثلجية، وسار الاثنان إلى داخلها... وهناك حدث أغرب ما في الأمر. بدلًا من أن تدفع إلى اليسار وترشّك برقاقات ثلجية كثيفة وكبيرة، بدا أن الريح تنحني ملتفّة حولهما. فقدت النقاط البيضاء زخمها، وهبطت لتلامس العشب أمام قبل أن تلتقطها الريح مجددًا من الجانب الآخر لـ ، ولم تلمس رِداء أيُّ رقاقة ثلج. كان الأمر أشبه بأن العاصفة تمنح الاثنين معًا إذن الدخول إلى الجزيرة، تفتح لهما طريقًا ثم تحجبه من جديد وراءهما.

بتلهّف، توقّف واستدار لينظر إليها، وكانت، تحت الوهج الخافت للمصباح، قد مدت يدها إلى قلب العاصفة ثم سحبتها على الفور وهي تهمس: «تقدّم»، قبل أن تنفض بلطف البودرة البيضاء التي غطّت ذراعها في ثوانٍ معدودة.

ابتسمت لاوما لنفسها — فهي وحدها تملك الاتجاه. لم تكن متأكدة إن كان ذلك من لاوعي إلهات القمر، أو لأن القمر نفسه يمتلك نوعًا من الإدراك. في كلتا الحالتين، جعل هذا مهمتها أسهل بكثير. استدارت مرة أخرى، وواصل الاثنان السير عبر الضباب الأبيض، وإحدى يدي تقبض على الرداء لتصدّ الهواء البارد، بينما تمسك اليد الأخرى بالمصباح أمامهما. كان الثلج يCrunch تحت قدميها، وتحوّل الفراش المسحوقي مع كل خطوة جعل الطفل في داخلها يرقص أكثر قليلًا. مرّت الدقائق، وأصبح الضباب الشتوي أكثر كثافة وسرعة كلما تقدّم وهي في السير.

وفجأة، هدأ كل شيء.

توقفت لاوما في مكانها. وبشيء من الحيرة، نظرت خلفها ولاحظت أن الحجاب الأبيض ما زال يثور هناك. استدارت ثانيةً ونظرت إلى الأرض — خالية من الثلج. تمتمت قائلة: «مثير للاهتمام». ثم أشارت بإبهامها خلفها قائلة: «ثلج»، وأشارت إلى الأسفل قائلة: «لا ثلج». «ثلج، لا ثلج».

8:10 PM